شهد ريف القنيطرة صباح اليوم الأربعاء تحركات عسكرية إسرائيلية جديدة تمثلت بتوغل آليات ثقيلة باتجاه نقطة الحميدية العسكرية، في خطوة تُضاف إلى سلسلة الأنشطة الميدانية المتزايدة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب السوري.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار النشاط العسكري الإسرائيلي في أرياف درعا والقنيطرة ودمشق، حيث تشهد المنطقة منذ ديسمبر/كانون الأول 2024 عمليات توغل وتوسع شبه يومية.
تفاصيل التوغل وأعمال الحفر داخل نقطة الحميدية
بحسب مصادر محلية، بدأت القوات الإسرائيلية صباح اليوم تنفيذ أعمال حفر وتجريف داخل النقطة العسكرية التابعة لها في بلدة الحميدية، مستخدمة جرافتين وآلية حفر وشاحنة نقل حفريات، وسط إجراءات أمنية مشددة ومراقبة دقيقة لمحيط البلدة.
ورغم عدم وضوح طبيعة الأعمال الجارية أو أهدافها، تحدث شهود عيان عن تحركات غير معتادة داخل الموقع، يُعتقد أنها تأتي ضمن خطة توسيع القاعدة الميدانية وتعزيز التحصينات الدفاعية.
عمليات تجريف في جباتا الخشب
وأفادت مصادر ميدانية أن القوات الإسرائيلية واصلت يوم أمس عمليات تجريف واسعة في محيط بلدة جباتا الخشب شمال القنيطرة، استخدمت فيها جرافات وآليات هندسية لتأمين مواقعها العسكرية.
وأشارت التقارير إلى أن القوات الإسرائيلية كانت قد نفذت قبل يومين أعمال تجريف داخل محمية جباتا الخشب، شملت إزالة أكثر من 100 دونم من الأشجار الحراجية، ما أثار استياء الأهالي بسبب الأضرار البيئية الكبيرة التي لحقت بالمنطقة.

حتى الآن، لم تصدر تل أبيب أي تعليق رسمي حول أهداف هذه الأعمال أو مبرراتها.
توغلات جديدة في بلدة بريقة
في سياق متصل، نقل مراسل تلفزيون سوريا أن قوة عسكرية إسرائيلية توغلت صباح أمس الثلاثاء في بلدة بريقة بريف القنيطرة، حيث أقامت حاجزاً مؤقتاً وقيّدت حركة الأهالي.
وبحسب شهود، فإن الدورية المؤلفة من سيارتين من نوع دفع رباعي بدأت بتفتيش المارة والمدنيين دون تسجيل اعتقالات، في حين لم تُعرف بعد أسباب هذا التحرك.

خلفية ميدانية وتحليل الموقف
أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الإسرائيلية كانت قد أفرجت عن شاب سوري اعتقلته مؤقتاً أثناء عبور حافلة مدنية قرب بلدة جباثا الخشب ضمن منطقة فصل القوات مع الجولان السوري المحتل.
ويُضاف هذا الحادث إلى سلسلة انتهاكات وتوغلات متكررة في مناطق التماس، شملت احتجاز مدنيين ورعاة أغنام، ما يعكس استمرار النشاط الميداني الإسرائيلي المكثف في الجنوب السوري، وسط صمت رسمي من الحكومة السورية.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات تعكس توجهاً استراتيجياً إسرائيلياً لتعزيز نقاط المراقبة والتجسس على طول خط فصل القوات، بالتزامن مع التوتر الإقليمي المتصاعد في المنطقة.