شهدت مدينة حارم بريف إدلب، شمال غربي سوريا، توترًا أمنيًا فجر اليوم الأربعاء، بعد تنفيذ قوى الأمن الداخلي السورية عملية واسعة استهدفت ما يُعرف بـ “مخيم الفرنسيين” في المدينة.
ويُعتبر هذا المخيم المعقل الرئيسي لما يُعرف بـ فرقة الغرباء، التي يقودها الجهادي الفرنسي من أصل سنغالي عمر ديابي الملقب بـ “أومسين”، حيث اندلعت اشتباكات متقطعة بين الطرفين، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية محلية.
ما هدف العملية؟
لم تصدر وزارة الداخلية السورية بيانًا رسميًا حول الهدف المباشر من العملية، إلا أن مصادر محلية ذكرت أن الخطوة جاءت ردًا على حادثة اختطاف طفلة في “مخيم الفرنسيين”، يُعتقد أن “أومسين” نفسه كان وراءها، بعدما اتهم والدة الطفلة بمحاولة بيعها.

وسبق أن أصدرت “فرقة الغرباء” بيانًا في الليلة السابقة للعملية قالت فيه إنها تلقت معلومات تفيد بأن “جهاز الأمن” يستعد لشن هجوم على المخيم، مشيرة إلى أن “أمنيين” حاولوا التسلل إليه بغطاء “صحفيين مزيفين” يدّعون العمل لصالح القناة الفرنسية الألمانية ARTE.
البيان اتهم الحكومة الفرنسية بالوقوف وراء “حملة تشويه” ضد الفرقة، مؤكدًا أن معظم عناصرها من الجهاديين الفرنسيين المقيمين في سوريا منذ سنوات.
تصعيد واشتباكات في محيط المخيم
بحسب تقارير ميدانية، وقعت الاشتباكات عند مدخل المخيم بعد أن أصدر عمر أومسين أوامر لعناصره باستهداف قوى الأمن الداخلي، ما أدى إلى تصعيد الموقف بين الجانبين.
وتحدثت مصادر محلية عن تطويق أمني كامل للمخيم وانتشار وحدات من قوى الأمن الداخلي في محيطه، وسط مخاوف من استخدام المدنيين كدروع بشرية داخل المنطقة.
من هو عمر أومسين؟

عمر ديابي المعروف بـ “أومسين”، يبلغ من العمر 48 عامًا، وهو أحد أقدم الجهاديين الفرنسيين الذين وصلوا إلى سوريا منذ عام 2013.
ينحدر من أصول سنغالية وكان يقيم في مدينة نيس الفرنسية، قبل أن ينضم إلى جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة سابقًا) بقيادة أبو محمد الجولاني.
لاحقًا، انشق عن النصرة بعد أن تخلّت عن ارتباطها بالقاعدة، واعتبر ذلك “خيانة كبرى”، ليؤسس مجموعته الخاصة المعروفة بـ فرقة الغرباء.
ويُدير أومسين منذ سنوات مخيم الفرنسيين في مدينة حارم، الذي يضم نحو 100 شخص معظمهم من الفرنسيين، وهو مطلوب بمذكرة توقيف دولية منذ عام 2014 بتهم تتعلق بـ “أنشطة إرهابية”.
تاريخ اعتقاله ومحاولات الوساطة
اعتُقل أومسين للمرة الأولى عام 2018، ثم أُعيد اعتقاله عام 2020 مع أحد أبنائه في إدلب، قبل أن يُفرج عنه في 2022 بشروط تقضي بعدم مغادرة معسكره.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال الصحفي الأمريكي المقيم في سوريا بلال عبد الكريم إنه توسط لحل خلاف بين أومسين وناشطة تُعرف باسم “أم إسحاق”، على خلفية اختطاف الطفلة ميمونة (11 عامًا) داخل المخيم نفسه.
خلفية دولية
وفق تقارير فرنسية أبرزها لمجلة Le Point، فإن أومسين يرفض العودة إلى فرنسا رغم مطالبات باريس المتكررة بتسليم الجهاديين الفرنسيين في سوريا.
وتشير المصادر إلى أن الحكومة السورية بدأت تضيق الخناق على المقاتلين الأجانب في شمال البلاد، تماشياً مع التحركات الدولية ضد التنظيمات المتشددة.