يدخل المنتخب المصري بطولة كأس أمم أفريقيا في المغرب وسط أجواء مشحونة ومخاوف حقيقية من انهيار كروي وشيك. البطولة التي توصف بأنها “الفرصة الأخيرة” لهذا الجيل، تأتي في وقت يعيش فيه أبرز نجوم الفراعنة أسوأ فترات مسيرتهم الاحترافية. ومع تصاعد الانتقادات الموجهة للمدرب حسام حسن واتحاد الكرة، يبدو أن طريق المنتخب نحو منصة التتويج مفروش بالأشواك والعقبات التي قد تنهي أحلام الجماهير قبل مونديال 2026.
أزمات النجوم: من ليفربول إلى دكة “السيتي”

يعيش المحترفون المصريون في أوروبا حالة من التراجع غير المسبوق، وهو ما ينعكس سلباً على معنويات المنتخب. محمد صلاح، القائد والرمز، دخل في أزمة علنية مع فريقه ليفربول، حيث ألمح النجم المصري إلى أن إدارة “الريدز” ترغب في التخلص منه، متزامناً ذلك مع تراجع مخيف في أرقامه ومستواه داخل المستطيل الأخضر.
أما “الفتى الذهبي” السابق، عمر مرموش، فقد تحول إلى ما يشبه “الشبح” في مانشستر سيتي. مرموش الذي كان يمني النفس بالتألق تحت قيادة بيب غوارديولا، وجد نفسه حبيس دكة البدلاء، مما أفقده حساسية المباريات وجعله بعيداً تماماً عن مستواه الذي عرفته الجماهير الألمانية سابقاً.
قال أحمد حسن، المحلل الرياضي المقيم في القاهرة، لـ “سوريا نت”:
“المشكلة ليست في المهارة، بل في الحالة النفسية. عندما يدخل صلاح ومرموش المعسكر وهما يشعران بعدم الاستقرار في أنديتهما، فإن ذلك سينعكس حتماً على أدائهما بقميص الفراعنة. نحن أمام أزمة هوية كروية حقيقية للنجوم الكبار”.
“ربع محترف” وإصابات قاتلة: مأزق حسام حسن
لا تتوقف الأزمات عند المحترفين في الخارج، بل تمتد لتشمل الأعمدة الأساسية داخل المعسكر. المهاجم مصطفى محمد يعاني من تراجع حاد في مستواه، وزاد الطين بلة توتر علاقته بالمدرب حسام حسن، الذي لم يتردد في وصفه بـ “ربع المحترف” في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً.
من جهة أخرى، يمثل إمام عاشور، أبرز لاعب في الدوري المصري، لغزاً كبيراً؛ فاللاعب عائد من غياب استمر 7 أشهر بسبب الإصابة. وبحسب مصدر مطلع داخل الجهاز الطبي للمنتخب تواصلت معه “سوريا نت”، فإن عاشور لن يكون جاهزاً بنسبة 100% لخوض مباريات قوية في غضون أسابيع قليلة، مهما كانت جهود التأهيل المكثفة.
أضاف د. محمود علي، أخصائي إصابات الملاعب، في تصريح خاص:
“طبياً، من المستحيل أن يستعيد لاعب مثل إمام عاشور ‘فورمة’ البطولة الأفريقية بعد غياب طويل كذا. الاعتماد عليه بشكل أساسي قد يكون مغامرة غير محسوبة العواقب وتزيد من احتمالية تجدد إصابته”.
الشناوي واتحاد الكرة.. في مهب الريح
يواجه حارس المرمى المخضرم محمد الشناوي هجوماً عنيفاً من الإعلام والجماهير، حيث يُتهم بفقدان القدرة على بناء الهجمات من الخلف وتراجع ردة فعله. هذا “النبذ” الجماهيري يضع ضغطاً هائلاً على حامي عرين الفراعنة في وقت يحتاج فيه المنتخب للثبات.
اتحاد الكرة المصري هو الآخر يعيش في مأزق حقيقي؛ فالشارع الرياضي لم يغفر بعد الإخفاق الكبير لمنتخب “ب” في كأس العرب والخروج المهين دون أي انتصار. لاحظ مراسلنا في شوارع القاهرة المزدحمة أن “الناس مالها خلق للوعود”، والجماهير لن ترحم أحداً في حال تعرض المنتخب لصدمة أخرى في المغرب.

سياق تاريخي: كابوس 2023 يلاحق الجميع
هذا التطور يأتي بعد ذكريات أليمة من النسخة الماضية عام 2023، حين ودع المنتخب المصري البطولة دون تحقيق انتصار واحد. الكابوس يلاحق نفس الوجوه الحالية، مما يجعل بطولة المغرب بمثابة “مباراة حياة أو موت” للمنظومة الكروية بالكامل. حسام حسن يعلم جيداً أن منصبه على المحك، وأن الإخفاق في أفريقيا يعني “باي باي” لمشروع المونديال.
هل ينفجر الفراعنة أم ينهارون؟
إن دخول منتخب مصر بطولة “الفرصة الأخيرة” بهذه الحالة من التشتت يجعل التوقعات تميل نحو التشاؤم. العقبات الثمانية، من أزمات النجوم إلى غضب الجماهير، تحاصر الفراعنة من كل جانب. التطورات المتوقعة تشير إلى أن الجولة الأولى في المغرب ستكون حاسمة؛ فإما أن يستعيد اللاعبون كبرياءهم الكروي وينفجروا في الملعب، أو يسقطوا في فخ الانهيار الذي قد ينهي مسيرة هذا الجيل للأبد.
أسئلة شائعة حول أزمة منتخب مصر
لماذا تصف الصحافة بطولة أمم أفريقيا بالفرصة الأخيرة لمصر؟
لأن الجيل الحالي يضم أسماء كبرى مثل صلاح والشناوي تقترب من نهاية مسيرتها الدولية، كما أن الفشل في تحقيق اللقب سيؤدي لتغييرات شاملة في الجهاز الفني واتحاد الكرة.
ما هي أبرز المشاكل التي تواجه محمد صلاح وعمر مرموش؟
صلاح يعاني من توتر علاقته مع ليفربول ورغبة النادي في رحيله، بينما يعاني مرموش من قلة المشاركة مع مانشستر سيتي وجلوسه الدائم على دكة البدلاء.
هل إمام عاشور جاهز للمشاركة في البطولة؟
اللاعب عائد من إصابة دامت 7 أشهر، والخبراء يؤكدون صعوبة استعادته للياقته البدنية والفنية الكاملة خلال فترة وجيزة قبل انطلاق البطولة.
