أثارت زيادة أسعار باقات الإنترنت في سوريا 2025 جدلاً واسعاً بين المواطنين بعد إعلان شركات الاتصالات عن تعديل أسعار خدماتها بنسب تراوحت بين 15% و30%.
وتؤكد وزارة الاتصالات أن القرار يأتي ضمن خطة وطنية لتطوير البنية التحتية وتحسين جودة الخدمة استعداداً لإطلاق خدمة الجيل الخامس (5G)، في حين يرى المستخدمون أن الأسعار الجديدة تشكل عبئاً إضافياً على الأسر ذات الدخل المحدود في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
لماذا تم رفع أسعار الإنترنت في سوريا؟
توضح مصادر رسمية أن الزيادة ليست إجراءً مالياً بحتاً، بل جزء من استراتيجية تطوير تهدف إلى:
- توسيع التغطية لتشمل المناطق الريفية والنائية.
- تحسين جودة الاتصال والسرعة استعداداً لإطلاق 5G.
- تحديث البنية التقنية واستبدال التجهيزات القديمة بمحطات حديثة.
وتشير الوزارة إلى أن جزءاً كبيراً من الإيرادات الإضافية سيُخصّص لتمويل مشاريع التوسّع وتطوير الشبكات الأرضية واللاسلكية.

هل ستتحسن الخدمة بعد رفع الأسعار؟
رغم الوعود الحكومية، ما يزال عدد من المستخدمين يعبّرون عن شكوكهم حول مدى انعكاس الزيادة على جودة الإنترنت فعلياً.
يقول أحد الخبراء التقنيين إن التحسينات ستظهر تدريجياً خلال عام 2026 بعد استكمال نشر محطات 5G في المدن الكبرى مثل دمشق وحلب واللاذقية، متوقعاً أن تبدأ التجارب الأولية خلال النصف الأول من العام المقبل.

خدمة 5G في سوريا: مشروع مكلف وطموح
تؤكد شركات الاتصالات أن إطلاق خدمة 5G يتطلب تجهيزات معقدة واستثمارات ضخمة تشمل:
- بناء محطات بث جديدة متوافقة مع ترددات الجيل الخامس.
- تحديث أنظمة النقل الأساسية والأبراج القائمة.
- تدريب الكوادر الفنية على إدارة التقنية الحديثة.
ووفق تقديرات غير رسمية، فإن تكلفة إنشاء شبكة 5G في سوريا تتجاوز 200 مليون دولار خلال السنوات الثلاث الأولى، وهو ما دفع الشركات إلى إعادة تسعير الخدمات لتغطية النفقات التشغيلية والتكنولوجية.

مقارنة أسعار الإنترنت بين سوريا ودول الجوار
تقول الشركات المشغلة إن الأسعار المعدلة ما تزال أقل من متوسط الأسعار الإقليمية، حيث يبلغ سعر باقة الإنترنت في سوريا بعد التعديل نحو 9 آلاف ليرة سورية شهرياً، بينما تتجاوز 12 ألف ليرة في لبنان و15 ألفاً في الأردن وفق أسعار الصرف المحلية.
لكن محللين اقتصاديين يرون أن المقارنة لا تأخذ في الاعتبار الفارق في مستوى الدخل، ما يجعل العبء على المواطن السوري أكبر بكثير.
رأي الخبراء: خطوة ضرورية لكن تحتاج توازن
يرى خبراء الاتصالات أن رفع الأسعار خطوة “منطقية” لتغطية تكاليف التطوير، لكنها تحتاج إلى إدارة دقيقة تضمن عدم تحميل المواطن كامل الكلفة.
ويؤكدون أن نجاح إدخال 5G يعتمد على شفافية التنفيذ والتوزيع العادل للبنية التحتية بين المحافظات، وليس فقط في المدن الكبرى.
💬 يقول الخبير التقني رائد الخطيب: “من الضروري أن تُقاس نتائج الزيادة بتحسين حقيقي في السرعة والاستقرار، لا بمجرد وعود مستقبلية.”
خطة وزارة الاتصالات لعام 2025
تتضمن الخطة الحكومية ثلاث مراحل أساسية:
- 2025: تحديث المحطات الأساسية في دمشق وحلب ودمشق الريف.
- 2026: توسعة الخدمة إلى المحافظات الساحلية والوسطى.
- 2027: تغطية شاملة لجميع المناطق وربطها بشبكات الألياف الضوئية.
وتركز الوزارة على جذب استثمارات رقمية أجنبية لتطوير الاقتصاد التقني ودعم التحول إلى اقتصاد رقمي متكامل في سوريا.
تأثير القرار على المستخدمين
بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود، تمثل الزيادة في الأسعار عبئاً حقيقياً.
فمع متوسط دخل شهري لا يتجاوز 400 ألف ليرة سورية، يُنفق بعض المستخدمين ما يقارب 10% من دخلهم الشهري على الإنترنت، ما يعيد النقاش حول ضرورة تخصيص باقات مخفضة أو مدعومة للطلاب والموظفين الحكوميين.
بين الحاجة للتطوير والمخاوف المعيشية
تشكل زيادة أسعار الإنترنت في سوريا 2025 نقطة مفصلية في مستقبل الاتصالات المحلية.
ففي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لتحديث الشبكات وإطلاق الجيل الخامس، ما يزال المواطن ينتظر أن تتحقق الوعود بتحسين السرعة والاستقرار، وأن لا تكون الزيادة مجرد عبء اقتصادي جديد.
الأسئلة الشائعة حول زيادة أسعار الإنترنت في سوريا
❓ لماذا رفعت شركات الاتصالات أسعار الإنترنت في سوريا؟
بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل وتحديث الشبكات تمهيداً لإطلاق خدمة 5G في السوق السورية.
❓ هل ستتحسن الخدمة فعلاً بعد رفع الأسعار؟
بحسب وزارة الاتصالات، من المتوقع تحسن تدريجي في السرعة والاستقرار مع بدء تشغيل محطات 5G خلال 2026.
❓ هل الأسعار الجديدة أعلى من دول الجوار؟
رغم أن الأسعار أقل نظرياً من لبنان والأردن، إلا أن ضعف القدرة الشرائية يجعلها أكثر عبئاً على السوريين.
❓ ما المدن التي ستشهد خدمة 5G أولاً؟
دمشق، حلب، واللاذقية ستكون أولى المدن التي ستُطلق فيها التجارب الرسمية للجيل الخامس.
