في استجابة سريعة لمطالب مزارعي تل أبيض في مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة، أعلن وزير الزراعة السوري، المهندس أمجد بدر، عن جهوزية الوزارة لتقديم كافة التسهيلات الممكنة لتحسين واقع الزراعة ودعم المنتجين المحليين.
وأكد الوزير بدر، عبر بيان نُشر على قناة وزارة الزراعة على تطبيق تلغرام، أن الوزارة تعمل على خطة ميدانية تشمل تنفيذ جولة إلى المدينة للاطلاع على واقع المزارعين، والاستماع مباشرة إلى احتياجاتهم ومشكلاتهم، بهدف وضع حلول عملية وسريعة تسهم في رفع كفاءة الإنتاج وتحسين سبل تسويق المحاصيل الزراعية.
استجابة لمطالب المزارعين في تل أبيض
تأتي هذه الخطوة بعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عدد من مزارعي تل أبيض قبل أيام، والتي عبّروا خلالها عن مطالبهم بتأمين المستلزمات الزراعية الأساسية، مثل الأسمدة، والبذار، ومبيدات الآفات، إضافة إلى شكاوى تتعلق بارتفاع أسعار المواد الزراعية وصعوبة تسويق المنتجات إلى الأسواق المحلية.
وقد لاقت تلك المطالب تفاعلاً مباشراً من وزارة الزراعة، التي أكدت على لسان الوزير بدر أن “الوزارة تتابع باهتمام كبير شؤون المزارعين في جميع المحافظات، وتضع دعم القطاع الزراعي ضمن أولوياتها، باعتباره أحد ركائز الأمن الغذائي الوطني”.
خطة وزارة الزراعة لدعم الإنتاج المحلي
بحسب تصريحات الوزير بدر، فإن الوزارة تعمل حالياً على تنفيذ برنامج شامل لتحسين البنية الزراعية في المناطق الريفية، بما في ذلك تل أبيض، من خلال:
- تأمين الأسمدة والبذار المحسّنة بأسعار مدعومة.
- إعادة تأهيل شبكات الري وتوسيع المساحات المزروعة.
- تقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين عبر كوادر الوزارة الميدانية.
- تنظيم دورات تدريبية لتعريف المزارعين بأحدث أساليب الزراعة الحديثة والمستدامة.
وأشار بدر إلى أن الوزارة تسعى لتحقيق توازن بين الإنتاج والتسويق من خلال تنسيق الجهود مع المؤسسات الاقتصادية لتسهيل نقل المنتجات الزراعية من الحقول إلى الأسواق، وضمان حصول المزارعين على عائد عادل مقابل جهودهم.
المزارعون يرحبون بالاستجابة الرسمية
في المقابل، رحّب عدد من مزارعي تل أبيض باستجابة وزارة الزراعة السريعة، معتبرين أن زيارة الوزير بدر المرتقبة لتل أبيض تمثل خطوة إيجابية نحو حلّ المشكلات المتراكمة التي تواجه الإنتاج الزراعي منذ سنوات.
وقال أحد المزارعين المحليين في تصريح خاص:
“مشكلتنا الأساسية هي في نقص الأسمدة وارتفاع أسعارها، إضافة إلى صعوبات النقل والتسويق. نأمل أن تكون هذه الجولة بداية لتعاون حقيقي بيننا وبين الوزارة.”
هذه المواقف الشعبية تعكس مدى ترابط المجتمع الزراعي في تل أبيض، ورغبته في المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي الوطني عبر زيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.

الزراعة ركيزة الاقتصاد السوري
يُعتبر القطاع الزراعي أحد أعمدة الاقتصاد السوري، حيث يؤمّن مصادر رزق لمئات الآلاف من الأسر، ويساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي. وتؤكد البيانات الرسمية أن محافظة الرقة تمتلك إمكانيات كبيرة لإنتاج القمح، القطن، الشعير، والخضروات بفضل خصوبة تربتها ووفرة المياه الجوفية فيها.
من هنا تأتي أهمية دعم المناطق الزراعية مثل تل أبيض، التي يمكن أن تشكل نموذجاً ناجحاً لإحياء الزراعة في المناطق الريفية وتعزيز التنمية المحلية.
تحسين منظومة الدعم الزراعي
وأشار الوزير بدر إلى أن وزارة الزراعة تعمل على تطوير منظومة الدعم الزراعي لتصبح أكثر استجابة لاحتياجات المزارعين الفعلية. وتشمل الخطة الجديدة توسيع خدمات الإرشاد الزراعي، وتفعيل التعاونيات الزراعية، إضافة إلى تشجيع استخدام التقنيات الحديثة في الري والزراعة الذكية لتقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية.
كما أكد بدر أن الوزارة مستعدة لتقديم كل أنواع الدعم الفني واللوجستي الممكنة ضمن الإمكانيات المتاحة، بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى.
نحو تنمية زراعية متكاملة
تؤكد هذه الخطوة أن الحكومة السورية تتجه نحو تنمية زراعية متكاملة تركز على إشراك المزارعين في صنع القرار الزراعي وتحقيق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك. كما تُعدّ تل أبيض نموذجاً عملياً لتجسيد هذا التوجه من خلال التعاون المباشر بين المزارعين والجهات الرسمية.
وكما قال الوزير بدر: “هدفنا أن نعيد الثقة بين المزارع والوزارة، وأن نثبت أن الزراعة السورية قادرة على النهوض من جديد.”
هذه الرؤية تعكس التزام الدولة بتأمين الغذاء للمواطنين وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المناطق الريفية.
الخاتمة: الزراعة السورية تستعيد عافيتها
تظهر مبادرة وزارة الزراعة في تل أبيض كخطوة جديدة ضمن جهود أوسع تهدف إلى إحياء القطاع الزراعي السوري بعد سنوات من التحديات. ومع التوجه الحكومي نحو دعم المزارعين وتأمين مستلزمات الإنتاج، تتجدد الآمال في تحقيق نهضة زراعية شاملة تسهم في بناء اقتصاد متوازن ومستدام.
مزارعي تل أبيض اليوم لا يطالبون بالمستحيل، بل يزرعون الأمل في كل حبة قمح تُسقى بعرقهم، وينتظرون أن تُثمر جهودهم بسياسات داعمة تليق بعطائهم.