أعلن مدير عام هيئة المواصفات والمقاييس العربية السورية (SASMO)، ياسر عليوي، يوم الخميس 14 تشرين الثاني/نوفمبر، عن انضمام سوريا لمنظمة SMIIC التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي. وتُعدّ هذه الخطوة استراتيجية ومهمة لتعزيز حضور البلاد في منظومة الجودة الإقليمية والدولية، بهدف توحيد المواصفات القياسية وتسهيل حركة التجارة البينية لدعم الاقتصاد الوطني.
وشدد عليوي على أن هذا الانضمام يمثل اعترافاً دولياً بدور الهيئة السورية في تطوير البنية التحتية للجودة ودعم تنافسية المنتج المحلي في الأسواق الخارجية، بحسب ما أوردت وزارة الاقتصاد والصناعة عبر معرفاتها الرسمية. وهذا التطور يفتح الباب واسعاً أمام المنتجات السورية التي تسعى للوصول إلى أسواق الدول الإسلامية دون الحاجة لتغيير كبير في المواصفات، مما يعزز فرص التصدير التي يترقبها السوريون في الداخل والمهجر.
التعاون الفني وتوحيد المواصفات يفتح آفاقاً للتجارة البينية
واعتبر عليوي أن الانضمام إلى SMIIC يفتح آفاقاً واسعة للتعاون الفني وتبادل الخبرات مع أجهزة التقييس في الدول الإسلامية، وهي خطوة ضرورية لضمان جودة السلع والخدمات المقدمة للمستهلك السوري. كما أنه يضع سوريا مجدداً على خارطة العمل التقييسي الدولي.
وتكمن الأهمية الجوهرية لهذه الخطوة في المساهمة الفعالة بتوحيد المواصفات القياسية بين الدول الأعضاء، الأمر الذي يسهل حركة التبادل التجاري ويزيل العديد من العوائق غير الجمركية أمام المنتجات السورية. ويشمل ذلك قطاعات حيوية مثل الأغذية، والمنسوجات، والكيماويات، والمواد الهندسية، بما يضمن أن تتوافق الصناعات الوطنية مع أحدث المعايير العالمية.
المنافع المباشرة للاقتصاد السوري:
- تعزيز التنافسية: رفع كفاءة المنتج السوري ليتوافق مع متطلبات الأسواق الإسلامية (حوالي 57 دولة).
- تبادل الخبرات: المشاركة الفاعلة في اللجان الفنية لمنظمة SMIIC لتبني أفضل الممارسات الدولية في مجال الجودة.
- دعم الصناعات الوطنية: تمكين المصانع والشركات السورية من انضمام سوريا لمنظمة SMIIC وإنتاج سلع وخدمات تتوافق مع المتطلبات العالمية. تحديات التصدير التي تواجه المنتج السوري حالياً
- الاعتراف الإقليمي: تأكيد التزام سوريا بتطبيق أحدث المعايير والمواصفات التي تخدم أهداف التنمية المستدامة.
منظمة SMIIC: الإطار الإسلامي لضمان جودة المنتجات العالمية
يُعد معهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية (SMIIC)، الذي تتخذ تركيا مقراً له، هيئة دولية حكومية تعمل تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي (OIC). تأسس المعهد في عام 1998 بهدف تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في مجال التقييس والمعايير.
ويهتم المعهد بوضع وتطوير المواصفات القياسية التي تضمن جودة المنتجات والخدمات، ويسعى لتشجيع المشاركة الفعالة بين الجهات المعنية وأصحاب المصلحة في الدول الأعضاء. ويضم المعهد حالياً عشرات الدول الإسلامية، ما يجعله سوقاً ضخماً وموحداً للمواصفات والشهادات. وهذا يقلل من ازدواجية الفحص والاعتماد، ويمنح المنتج السوري شهادة جودة موحدة معترف بها في جميع الدول الأعضاء.
ويؤكد هذا الانضمام، الذي يعتبر انتصاراً للجهود الدبلوماسية الاقتصادية، التزام الحكومة السورية بالارتقاء بالبنية التحتية للجودة، كما يمهد الطريق لإمكانية الحصول على مساعدات تقنية وبرامج تدريب متقدمة لتأهيل الكوادر الوطنية العاملة في مجال المواصفات. ويُتوقع أن يتم خلال الفترة القادمة الإعلان عن أولى الشراكات والمبادرات الفنية المشتركة مع الدول الأعضاء. الموقع الرسمي لمنظمة التعاون الإسلامي.
خلفية الانضمام (Historical Context): لطالما اعتمدت سوريا على مواصفات وطنية خاصة بها مستمدة أحياناً من معايير دولية وإقليمية مثل (ISO) و(CODEX). لكن الانضمام إلى SMIIC يمثل تحولاً نوعياً في تطبيق ما يسمى بـ”نظام حلال” الموحد، وهو أمر ذو أهمية قصوى لمنتجات الأغذية والخدمات المالية الموجهة للأسواق الإسلامية. هذا النظام يضمن التوافق ليس فقط مع معايير الجودة، بل أيضاً مع المتطلبات الشرعية.
المصدر: جميع المعلومات في هذا الخبر مأخوذة بشكل مباشر من التصريحات الرسمية للمدير العام لهيئة المواصفات والمقاييس العربية السورية (SASMO) ووزارة الاقتصاد والصناعة في دمشق، بتاريخ الخميس 14 تشرين الثاني 2025.
