في تطور سياسي وقضائي لافت، أعلنت وزيرة العدل الأمريكية، بام بوندي، يوم الجمعة 14 نوفمبر، بدء تحقيق رسمي بشأن علاقة الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون بقضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، استجابة لطلب علني من الرئيس دونالد ترامب. يأتي هذا التحرك في وقت يواجه فيه ترامب ضغوطاً متزايدة للكشف عن سجلاته الخاصة المتعلقة بالفضيحة، ما يضع ملف تحقيق إبستين وكلينتون في صدارة المشهد السياسي الأمريكي.
وقد كتبت بوندي، عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”، أن الوزارة بدأت التحقيقات، مؤكدة: “كما هو الحال مع جميع الأمور، ستتابع الوزارة هذا الأمر بشكل عاجل ونزيه لتقديم إجابات للشعب الأميركي”. ورغم أن وزيرة العدل لم تقدم أي معلومات محددة أو تفاصيل حول طبيعة المخالفات المزعومة لكلينتون، فإن إعلانها يمثل خطوة رسمية غير مسبوقة تلبية لضغوط الرئيس الحالي.

الضغوط المتبادلة: ترامب يسعى لتحويل الأنظار
يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يتعرض لضغوط هائلة بسبب فضيحة رجل الأعمال جيفري إبستين، مرة أخرى تحويل الانتباه إلى الرئيس الأسبق بيل كلينتون. وكان ترامب قد طلب في وقت سابق عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” أن تقوم بوندي ووزارة العدل بالتحقيق في اتصالات وعلاقات إبستين، بما في ذلك علاقته بكلينتون – الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات.
هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد الضغوط على ترامب نفسه للكشف عن جميع السجلات المتعلقة بقضية إبستين، وهو ما كان أحد وعوده الانتخابية الأساسية. لكن منذ توليه منصبه في يناير الماضي، لم يُتخذ أي إجراء فعلي للكشف عن تلك السجلات، مما أثار حفيظة كل من الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي.
تصويت وشيك في الكونغرس بشأن سجلات إبستين
يُضفي التوقيت السياسي أهمية قصوى على إعلان تحقيق إبستين وكلينتون. فمن المقرر إجراء تصويت حاسم في مجلس النواب الأمريكي بشأن الكشف عن السجلات الأسبوع المقبل، على الرغم من أن اليوم المحدد لا يزال غير واضح. وقد ضغط كل من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين من حزب ترامب لفرض هذا التصويت.
ويعتقد المحللون السياسيون أن ترامب يسعى لتشتيت اهتمام الرأي العام بالخطر القانوني والسياسي الذي يهدد حملته الانتخابية من خلال الكشف عن سجلاته، عبر إلقاء الكرة في ملعب الخصم الديمقراطي القديم. إن التركيز على التحقيق في علاقة كلينتون بقضية إبستين قد يخدم استراتيجية ترامب الانتخابية ويقلل من الضرر الذي قد يلحق به نتيجة عدم التزامه بوعوده الانتخابية المتعلقة بالشفافية.
فضيحة إبستين: شبكة الاعتداءات والعلاقات المؤثرة
يذكر أن المليونير الأميركي صاحب النفوذ جيفري إبستين أدار شبكة واسعة للاعتداءات الجنسية لسنوات عديدة، وكان ضحاياه العشرات من الشابات والقاصرات. وقد أثارت وفاته الغامضة في عام 2019 عن عمر يناهز 66 عاماً، في زنزانته بالسجن، تكهنات واسعة النطاق. وقد أشار تقرير التشريح إلى أن الانتحار هو سبب الوفاة، إلا أن علاقات إبستين بالمجتمع الأمريكي الراقي والمؤثر أثارت شكوكاً واسعة بشأن احتمال تورط أفراد نافذين في جرائمه.
وكانت التكهنات حول علاقة كلينتون بإبستين قد تزايدت منذ وفاة الأخير، خاصة بعد الكشف عن سفر كلينتون على متن طائرة إبستين الخاصة عدة مرات. وفي الوقت الذي نفى فيه كلينتون ارتكاب أي مخالفات أو علمه بالنشاطات غير القانونية لإبستين، فإن إعلان وزارة العدل يمثل تطوراً خطيراً يضع الرئيس الأسبق في مرمى التحقيق الرسمي.
Update Protocol: سيتم تحديث هذا الخبر فور ورود تفاصيل جديدة من وزارة العدل الأمريكية أو بعد انتهاء تصويت مجلس النواب حول سجلات إبستين.
يرتبط تحقيق إبستين وكلينتون ارتباطًا وثيقًا بقانون مكافحة الاتجار بالبشر والحماية من الاعتداءات الجنسية. إن تورط شخصيات عامة رفيعة المستوى في مثل هذه القضايا يدفع بالنقاش إلى واجهة السياسة الأمريكية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
