أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم أمس الجمعة 14 نوفمبر 2025، أن إدارته تبحث حالياً طلباً سعودياً لاقتناء مقاتلات الشبح المتطورة F-35، في خطوة قد تمثل واحداً من أكبر صفقات التسليح بين البلدين في السنوات الأخيرة. هذا الإعلان يضع صفقة F-35 السعودية في دائرة الضوء، وينذر بتحول وشيك في موازين القوة الجوية في منطقة الشرق الأوسط.
وكشف مسؤول أميركي لوكالة “بلومبيرغ” أن الرئيس ترامب يميل غالباً للموافقة على الصفقة الضخمة، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تقدّم المباحثات داخل المؤسسات الدفاعية الأميركية. ويهدف هذا التعاون الدفاعي المتنامي بين الرياض وواشنطن إلى تحديث القدرات العسكرية السعودية وضمان التفوق الجوي الإقليمي في مواجهة التهديدات المختلفة.
تفاصيل الطلب: 48 طائرة شبح تتجاوز البنتاغون
فيما يخص تفاصيل الطلب، نقلت وكالة “رويترز” في وقت سابق عن مسؤولين أميركيين أن إدارة ترامب تدرس طلباً سعودياً لشراء نحو 48 طائرة F-35. وأكدت المصادر أن الطلب قد تجاوز مرحلة مهمة داخل البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية)، الذي درس تفاصيله الفنية والأمنية خلال الأشهر الماضية، قبل أن ينتقل القرار إلى مستوى وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغيسث، للنظر النهائي.
إن موافقة وزير الدفاع على إحالة الطلب إلى الكونغرس ستمثل الخطوة الأخيرة قبل التصويت الرسمي. وتُعد F-35 مقاتلة متعددة المهام من الجيل الخامس، وتتميز بقدرات “الشبح” (Stealth) التي تجعلها غير مرئية للرادارات التقليدية، مما يمنح حامليها تفوقاً حاسماً في أي صراع جوي. ويترقب المراقبون كيف ستنعكس الموافقة المحتملة على ميزان القوى الإقليمي، خاصة في ظل العلاقة الحالية بين السعودية والخصوم الإقليميين.
ميزان القوى: لماذا تسعى الرياض لـ F-35؟

يأتي سعي الرياض لامتلاك مقاتلات F-35 في سياق تحديث شامل لقدراتها العسكرية. إن ضم صفقة F-35 السعودية إلى أسطولها سيسمح للمملكة بالارتقاء إلى مستوى جديد من الردع، خاصة في ظل التهديدات الأمنية التي تواجهها حدودها وبنيتها التحتية الحيوية.
ويُظهر هذا الطلب عمق التعاون الدفاعي بين الرياض وواشنطن. فبالنسبة للولايات المتحدة، تمثل الصفقة ضمانة لمصالحها في المنطقة وتأكيداً لشراكتها الاستراتيجية مع السعودية، بالإضافة إلى المكاسب الاقتصادية الهائلة لشركات الدفاع الأمريكية. ويُعتقد أن ترامب يرى في هذه الصفقة أداة لتعزيز العلاقات الثنائية مقابل تسهيل ملفات إقليمية أخرى.
ويُذكر أن تداعيات هذه الصفقة ستكون محل نقاش حاد داخل الكونغرس، حيث يثير بعض الأعضاء مخاوف بشأن ضمان الحفاظ على “التفوق العسكري النوعي” (QME) لإسرائيل. ولكن الإشارات الحالية من الإدارة الأمريكية تشير إلى نية للمضي قدماً في الصفقة، بعد التوصل إلى تفاهمات أمنية إضافية مع تل أبيب.
التحديثات: سيتم تحديث هذا الخبر فور ورود موافقة وزير الدفاع أو عند إحالة الطلب رسمياً إلى الكونغرس للتصويت.
تُعتبر المقاتلة F-35 من أحدث وأقوى الطائرات في العالم، وقد سبق أن عرقلت إدارات أمريكية سابقة بيعها لدول في المنطقة للحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي. إن موافقة ترامب على دراسة صفقة F-35 السعودية بهذا المستوى تمثل سابقة تاريخية وكسراً لقاعدة قديمة في السياسة الدفاعية الأمريكية تجاه المنطقة.
