في مزاد فاخر أقامته دار كريستيز في مدينة جنيف، بيعت ماسة نادرة تُعرف باسم “ميلون بلو” مقابل أكثر من 25 مليون دولار. يبلغ وزن الجوهرة 9.51 قيراط، وتُصنف ضمن الماسات الزرقاء الزاهية النادرة التي تثير اهتمام النخبة من هواة المجوهرات حول العالم.
تمكنت الماسة من تحقيق سعرٍ مطابق للتوقعات، بحسب تصريحات دار كريستيز، التي وصفتها بأنها “من أجمل الماسات الملونة التي عرضت في مزاد على الإطلاق”.

من هي صاحبة الجوهرة الأصلية؟
كانت الماسة جزءاً من مقتنيات رايتشل لامبرت ميلون، المعروفة باسم “باني ميلون”، وهي سيدة أميركية من أبرز جامعي الفنون في القرن العشرين. اشتهرت بإعادة تصميم حديقة الورود في البيت الأبيض عام 1961 بناءً على طلب الرئيس جون كينيدي، ما أضاف بعداً تاريخياً وإنسانياً للجوهرة.
الجوهرة صُممت سابقاً كقلادة، ثم أعيد تركيبها لاحقاً في خاتم ذهبي مرصع على شكل أفعى، يعكس ذوق ميلون الراقي ورمزية الأناقة في الحقبة الذهبية الأميركية.
كيف يحدد دار كريستيز سعر الماسات النادرة في المزادات العالمية؟
يتحدد سعر الماسات الزرقاء من خلال أربعة معايير رئيسية تعرف باسم “4C’s”:
- الوزن (Carat): كلما زاد الوزن، ارتفعت القيمة بشكل أُسّي.
- النقاء (Clarity): الماسة تُعتبر “خالصة من العيوب الداخلية”، وهو معيار نادر للغاية.
- اللون (Color): الأزرق الزاهي يُعد من أندر درجات الألوان في الماسات الطبيعية.
- القص (Cut): القطع اللامع يعزز انعكاس الضوء ويُبرز لونها الفريد.
وفق خبراء كريستيز، تجتمع هذه العوامل في ماسة ميلون بلو لتجعلها واحدة من أكثر الجواهر تميزاً في تاريخ المزادات الحديثة.
مقارنة مع ماسة “أوبنهايمر بلو” الأسطورية
في عام 2016، حققت دار كريستيز أيضاً رقماً قياسياً حين بيعت ماسة “أوبنهايمر بلو” ذات الـ14.62 قيراط مقابل 57.5 مليون دولار، ما جعلها حينها الأغلى في العالم.
تشكل المقارنة بين الماساتين مرجعاً لفهم اتجاهات سوق الأحجار الكريمة الفاخرة، حيث تُعد الماسات الزرقاء استثماراً آمناً ومحدود العرض في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.

كيف أثرت الظروف الاقتصادية على سوق المجوهرات الفاخرة؟
أوضح توبياس كورميند، مدير شركة 77 دايموندز في لندن، أن التوترات الجيوسياسية وضعف الاقتصاد الصيني أبعدا العديد من المشترين المعتادين، لكن الطلب على الأحجار النادرة ظل قوياً بين المستثمرين الباحثين عن أصول بديلة ومستقرة القيمة.
وتشير بيانات سوق المجوهرات الفاخرة لعام 2025 إلى ارتفاع الطلب بنسبة 8% على الماسات النادرة، خصوصاً تلك التي تحمل تاريخاً فنيًا أو ملكياً، مثل ماسة ميلون بلو.
رمزية “ميلون بلو”: بين الجمال والثراء الثقافي
يرى خبراء الفن أن الجوهرة ليست مجرد ماسة، بل قطعة من التاريخ الأميركي الحديث. فهي تمثل تداخلاً بين الفن والبستنة والسياسة، وتُجسد الذوق الرفيع لعصرٍ كان الجمال فيه رمزاً للقوة الثقافية والاجتماعية.
وصف رئيس قسم المجوهرات في كريستيز جنيف، ماكس فوسيت، الحجر بأنه “رمز لأسلوب حياة من عصور ماضية – أسلوب لا يتحقق إلا بثروات العصر الذهبي”.
ما القادم لعالم الماسات النادرة؟
تستعد دور المزادات الكبرى مثل سوثبيز لإطلاق مزادات جديدة هذا الأسبوع، من ضمنها ماسة وردية زاهية تُعرف بـ”الوردة المتوهجة” (10.08 قيراط)، يُتوقع أن تُباع بنحو 20 مليون دولار.
هذا الحراك المستمر يبرهن على أن سوق الماسات النادرة لا يزال مزدهراً رغم التحديات الاقتصادية، وأن الجمال المكنون في هذه الأحجار يظل عملة لا تفقد قيمتها.
