أثار مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي جدلاً كبيراً وغضباً عارماً، بعد ظهور مجموعة من الفتيات وهن يحاولن وضع مساحيق التجميل على وجوه التماثيل الفرعونية داخل المتحف المصري الكبير. ووصف كثيرون هذا التصرف، الذي وقع اليوم الجمعة 14 تشرين الثاني/نوفمبر في القاهرة، بأنه “غير لائق” ويشكل انتهاكاً صارخاً للآثار، ما دفع الجهات الرسمية إلى إعلان إجراءات عاجلة للرد على الإساءة الحضارية لـ مكياج تماثيل المتحف الكبير.
وقد انتشر الفيديو خلال ساعات قليلة، ما دفع آلاف المستخدمين للمطالبة بفتح تحقيق فوري وتطبيق أقصى العقوبات على المتورطين لمنع تكرار مثل هذه التصرفات المسيئة في أكبر صرح أثري بالعالم. وقد أظهرت اللقطات بوضوح الفتيات أثناء استخدام أدوات المكياج على القطع الأثرية الثمينة، الأمر الذي يمثل تجاوزاً لكافة الأعراف والتعليمات المتعلقة بزيارة المتاحف العالمية.
خرق قانون حماية الآثار يهدد المتورطين بالحبس والغرامة
أكد الخبير الأثري الدكتور أحمد عامر أن محاولة وضع المكياج أو أي مواد أخرى على القطع الأثرية هو تصرف مرفوض قانونيًا بالدرجة الأولى، ويعد انتهاكاً لـ قانون حماية الآثار المصري رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته. وشدد الدكتور عامر على أن القانون يضع عقوبات رادعة على أي شخص يتسبب في إتلاف أو تشويه الآثار أو وضع دهانات عليها.
وأشار الدكتور عامر إلى أن القانون يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن عام، إلى جانب غرامة مالية تصل إلى نصف مليون جنيه مصري (حوالي 15 ألف دولار أمريكي) لكل من يثبت تسببه في إتلاف الآثار أو العبث بها. وتُظهر هذه العقوبات مدى جدية التعامل الرسمي مع أي مساس بالتراث الحضاري للبلاد، وضرورة التوعية القانونية للزوار.

مدونة سلوك جديدة للزوار تمنع لمس الآثار والتصوير غير اللائق
في أعقاب الحادث المثير للجدل، أعلن عبد الرحيم الريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، عن تحرك عاجل لإدارة المتحف المصري الكبير. وأوضح الريحان أن الإدارة بصدد تطبيق مدونة سلوك جديدة للزوار تهدف لضبط السلوكيات وحماية المعروضات الثمينة.
وتشمل المدونة الجديدة مجموعة من المحظورات الصارمة التي تم الإعلان عنها لضمان عدم تكرار العبث بـ مكياج تماثيل المتحف الكبير، وأبرزها:
- منع لمس التماثيل أو الفاترينات الزجاجية تحت أي ظرف.
- حظر إدخال الطعام والشراب إلى قاعات العرض.
- تقييد التصوير بأنواعه (بما في ذلك التصوير بالفيديو).
- حظر الجلوس على القواعد الأثرية أو اتخاذ وضعيات غير لائقة أو مسيئة للتاريخ.
تهدف هذه الإجراءات إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على كل قطعة أثرية داخل المتحف، الذي يُعد أكبر صرح أثري على مستوى العالم.
المتحف المصري الكبير: أهمية عالمية تتطلب أعلى معايير الحماية
يُعد المتحف المصري الكبير، الذي يقع بالقرب من أهرامات الجيزة، صرحاً حضارياً عالمياً ومقصداً سياحياً رئيسياً، ما يزيد من خطورة أي تصرفات غير مسؤولة تجاه معروضاته. يضم المتحف نحو 105 آلاف قطعة أثرية، ومن المقرر أن يعرض حوالي 100 ألف قطعة عند افتتاحه الرسمي. وتتجه التوقعات لخبراء الآثار بأن ينضم المتحف إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية خلال الأشهر الأولى من افتتاحه، نظراً لضخامته وحجم القطع المعروضة، وهو ما يفرض على الإدارة مضاعفة جهود الأمن والحماية.
المصدر: جميع المعلومات والبيانات مأخوذة من تصريحات الدكتور أحمد عامر وعبد الرحيم الريحان عبر وسائل الإعلام الرسمية، بالإضافة إلى الإشارة إلى قانون حماية الآثار المصري رقم 117 لسنة 1983.
