في خطوة استراتيجية، شاركت دمشق بوفد فاعل في قمة منتصف المدة لحركة عدم الانحياز (NAM) في العاصمة الأوغندية، كمبالا. هذه المشاركة ليست مجرد حضور عابر، بل هي تأكيد على النهج المتوازن الذي اختارته الدبلوماسية السورية الجديدة في علاقاتها الإقليمية والدولية. هل يمكن لأي دولة أن تنجز طموحاتها بمعزل عن الإطار الدولي الأوسع؟ يبدو أن الإجابة الدبلوماسية السورية في أواخر عام 2025 هي “لا” مدوية.
وبالتالي، تعمل قمة حركة عدم الانحياز كمنصة حيوية لدول الجنوب العالمي لمناقشة تحديات العصر. علاوة على ذلك، تُعد الحركة معقلاً لمبادئ التعاون متعدد الأطراف والعدالة الدولية. الوفد السوري شدد على التزام بلاده الثابت بهذه المبادئ والأهداف السامية. لذلك، يرسخ وجود سوريا القوي هنا بداية مرحلة جديدة من الانخراط الإيجابي في المحافل الدولية. إن ترسيخ دور سوريا في حركة عدم الانحياز 2025 يمثل أولوية قصوى لوزارة الخارجية والمغتربين.

عَودةٌ مدروسة: ترسيخ مكانة دمشق الدبلوماسية
منذ سنوات خلت، أثرت التحديات الداخلية بشكل كبير على النشاط الدبلوماسي لدمشق. ولكن، تشير التطورات الأخيرة إلى أن عجلة السياسة الخارجية السورية تدور بقوة أكبر. فقد أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن دول الحركة رحبت خلال الجلسات بعودة سوريا. كما أشادوا بمسار التغيير الذي يرتكز على القيادة والملكية الوطنية. هذا الإقرار يمثل، في الواقع، نجاحاً دبلوماسياً لدمشق. كذلك، يرسخ الإجماع شرعية مقاربتها الداخلية لحل الأزمات.
هل تذكرون آخر مرة حظيت فيها دبلوماسية دمشق بهذا الدعم العلني؟ إلى جانب ذلك، جددت دول الحركة دعمها لسيادة البلاد ووحدتها الترابية. هذا الموقف يعتبر حجر زاوية في الرؤية السورية لأي حل مستقبلي. من الواضح أن عودة سوريا إلى مكانتها الطبيعية مرتبطة بالتزام الحركة بحماية الدول الأعضاء. إن هذه العودة، التي تؤكد الدبلوماسية السورية المتجددة، تفتح الباب لحوارات أعمق. فضلاً عن ذلك، يرى المراقبون أن هذا الدعم يعكس تغيراً في التوازنات الإقليمية التي ظهرت في عام 2025.
التعاون مُتعدد الأطراف: كيف تواجه سوريا تحديات العصر؟
لطالما كانت حركة عدم الانحياز صوتاً للدول الساعية للعدالة بعيداً عن صراعات القوى الكبرى. على هذا النحو، يتفق هذا المبدأ تماماً مع رؤية دمشق الراهنة للسياسة الخارجية. ركزت القمة بشكل أساسي على البحث عن سبل فاعلة لتعزيز التعاون متعدد الأطراف. على سبيل المثال، تتصدر قضايا تغير المناخ وإصلاح المؤسسات الدولية الملفات المطروحة للنقاش. الوفد السوري أكد على ضرورة الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي كمنطلق لأي تعاون.
كيف يمكن للدولة التي عانت الكثير أن تساهم في حل الأزمات العالمية؟ الجواب يكمن في التجربة نفسها. الوفد شدد على نهج دمشق المتوازن، الذي يرفض الاصطفافات الضيقة. من ناحية أخرى، يرى الخبراء أن هذا النهج يتماشى مع طموحات دول الجنوب العالمي. بالإضافة إلى ذلك، فإن نجاح سوريا في العودة يمثل نموذجاً للدول التي تواجه ضغوطاً. هذا الالتزام بمبادئ الحركة يؤكد على أهمية موقف دمشق من التعاون الدولي. لمعرفة المزيد عن أهداف الحركة، يمكنك زيارة الموقع الرسمي للأمم المتحدة .
الجولان والاعتداءات: صدى القوانين الدولية في كمبالا
لا يكتمل النقاش عن السياسة الخارجية السورية دون التطرق لقضية الأراضي المحتلة. لهذا السبب، اتسمت قمة كمبالا بالصراحة والحسم في هذا الملف. أكدت القمة على القرارات الدولية الخاصة بهضبة الجولان السوري المحتل. كما أنها أدانت بشكل واضح الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية. ودعت الدول إلى ضرورة احترام ميثاق الأمم المتحدة.
ومع ذلك، لا يكفي الإدانة الدبلوماسية، بل تحتاج إلى تفعيل. تكرار هذه المواقف في محفل بحجم حركة عدم الانحياز هو سلاح دبلوماسي قيم لدمشق. إنه يساهم في بناء جبهة دولية رافضة للتعدي على السيادة الوطنية. بالتالي، فإن ربط الاعتداءات بضرورة احترام القانون الدولي يعطي الموقف السوري عمقاً قانونياً وسياسياً. هذا التماسك يؤكد أن الحركة متمسكة بدورها في دعم قضايا العدل. لذلك، يعتبر هذا الإجماع بمثابة انتصار للمبادئ التي تأسست عليها الحركة.

ما وراء الأفق: دور سوريا في منظمة AALCO القانونية
النشاط الدبلوماسي السوري في كمبالا لم يتوقف عند قمة عدم الانحياز. على العكس، شاركت دمشق في الدورة السنوية الثالثة والستين للمنظمة الاستشارية القانونية الآسيوية الأفريقية (AALCO). وزير العدل مظهر الويس ترأس وفداً رسمياً في هذه الدورة. هدف الوفد كان تبادل الخبرات في المجال القانوني الدولي.
إضافة إلى ذلك، يعتبر هذا التزامن مؤشراً على استراتيجية دبلوماسية شاملة لا تقتصر على السياسة. فقد ناقشت AALCO قضايا قانونية تمثل أولويات لدول الجنوب. أبرزها كان الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي في فلسطين والأراضي المحتلة. من ثم، فإن مشاركة سوريا الفاعلة تظهر حرصها على تعزيز التعاون البناء مع المنظمات الدولية. هذا النشاط القانوني يدعم بقوة المواقف السياسية التي تبنتها دمشق في القمة. هذا يعزز علاقات سوريا الخارجية وقدرتها على التفاعل القانوني العميق مع القضايا الدولية.
خلاصة القول: رسالة الثبات والتعاون السورية
وفي النهاية، نرى أن مشاركة سوريا في قمة حركة عدم الانحياز بكمبالا ليست حدثاً عادياً. إنها تجسيد لـ “صحوة” دبلوماسية تهدف لاستعادة كاملة لـ دور سوريا في حركة عدم الانحياز 2025 وبقية المنصات الدولية. الرسالة التي تحملها دمشق إلى العالم واضحة تماماً: سوريا ملتزمة بالعمل متعدد الأطراف. كما أنها تؤمن بالعدالة الدولية ومستعدة للإسهام بفاعلية في صياغة مستقبل عالمي متوازن.
بالتالي، يجب على الدبلوماسية السورية أن تواصل هذا النهج النشط، مستفيدة من الدعم الواسع في كمبالا. إن التزام سوريا بالتعاون الدولي يؤكد أنها شريك فاعل. لعل هذا هو الدرس الأهم المستفاد من قمة 2025: العمل الجماعي هو مفتاح تجاوز التحديات العظمى.
هل تعتقد أن هذا الزخم الدبلوماسي سيستمر في تعزيز مكانة سوريا؟ شاركنا رأيك في التعليقات، واشترك في نشرتنا الإخبارية لتحليلات أعمق!