انطلقت الإثارة مبكراً في بطولة غرب آسيا للناشئين (النسخة الثانية عشرة)، بعدما أوقعت القرعة منتخب سوريا في مجموعة صعبة وقوية. أُجريت مراسم القرعة يوم الخميس في مدينة العقبة الأردنية، وأسفرت عن وضع منتخب سوريا الناشئين غرب آسيا في المجموعة الثانية، إلى جانب منتخبي الأردن (المستضيف) وفلسطين.
هذه المجموعة، وإن كانت ثلاثية، إلا أن طابع الديربي الإقليمي يمنحها لقب “نارية”. البطولة تستضيفها الأردن وتقام خلال الفترة من 27 تشرين الأول/أكتوبر الجاري حتى 4 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. بالتالي، ينتظر المشجعون السوريون بشغف هذه المواجهات الحاسمة. المنتخبات المشاركة سبعة: سوريا، الأردن، العراق، السعودية، فلسطين، الكويت، ولبنان. لذلك، يمثل هذا الحدث فرصة حقيقية لإظهار قوة سجل سوريا في بطولة الناشئين وتاريخها الحافل.

موعد الحسم: تفاصيل مواجهات المجموعة الثانية
الجدول الزمني لمباريات منتخب سوريا الناشئين غرب آسيا يتطلب جاهزية قصوى منذ اليوم الأول. بحسب وكالة الأنباء الرسمية، يستهل المنتخب السوري مشواره بمواجهة نظيره الفلسطيني في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. تُعتبر هذه المباراة دائماً ذات طابع خاص، نظراً للتنافس التاريخي والأهمية المعنوية.
وبعد يومين فقط، ينتظر المنتخب السوري اختبار ثانٍ وقوي. سيلتقي المنتخب الأردني في الحادي والثلاثين من الشهر نفسه. هذه المواجهة، تحديداً، قد تكون حاسمة لتحديد المتأهل عن المجموعة الثانية، كون الأردن يلعب على أرضه وبين جمهوره. على هذا النحو، فإن تحقيق نتيجة إيجابية ضد المضيف يعتبر أمراً ضرورياً لتأمين بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي.
لماذا تكتسب مباريات دور المجموعات كل هذه الأهمية؟ إن نظام البطولة واضح: تتكون من مجموعتين، يتأهل عنهما صاحبا المركزين الأول والثاني إلى الدور نصف النهائي. ومن ثم، يلتقي الفائزان في المباراة النهائية لحسم لقب النسخة الثانية عشرة. هذا يعني أن على سوريا تحقيق أداء مثالي في هاتين المواجهتين لضمان استمرار حلم التتويج.
استعدادات مكثفة: رفع الجاهزية التكتيكية والبدنية
إن النجاح في “المجموعة النارية” لا يأتي بالصدفة؛ بل هو نتاج عمل مكثف. دخل منتخب سوريا الناشئين غرب آسيا مرحلة تحضير مكثفة وطويلة قبل انطلاق البطولة. فقد بدأ الفريق بمعسكر تدريبي في منطقة جونية اللبنانية. خلال هذا المعسكر، خاض المنتخب لقاءين وديين أمام منتخب لبنان للناشئين. في كلتا المواجهتين، نجح المنتخب السوري في تحقيق الفوز، مما عزز من ثقة اللاعبين والجهاز الفني.
علاوة على ذلك، واصل المنتخب استعداداته بمعسكر داخلي في مدينة اللاذقية، تحت الإشراف المباشر للمدير الفني ياسر المصطفى. بالإضافة إلى ذلك، اختتم المنتخب تحضيراته بمعسكر أخير في مدينة الفيحاء الرياضية بدمشق. لذلك، ركزت الأجواء داخل المعسكرات على رفع الجاهزية البدنية والتكتيكية، مع تطبيق خطط فنية تناسب المنافسين في المجموعة.
يؤكد المدرب ياسر المصطفى، الذي يعتبر أحد الكوادر الوطنية، أن العمل الفني انصب على ترسيخ فلسفة اللعب الجماعي والتوازن بين الدفاع والهجوم. إن هذه “استعدادات منتخب الناشئين السوري” المتنوعة (لبنان، اللاذقية، دمشق) تؤكد جدية الاتحاد السوري في دعم هذه الفئة العمرية التي تمثل مستقبل الكرة السورية.

آليات القرعة: تجنب التكرار في تصفيات آسيا
القرعة لم تكن عشوائية تماماً، بل اعتمدت اللجنة المنظمة آلية خاصة. الهدف من هذه الآلية كان تجنب وقوع المنتخبات المشاركة ضمن المجموعات نفسها في تصفيات كأس آسيا للناشئين 2025. من ناحية أخرى، كان هذا الإجراء الفني ضرورياً لضمان عدم التكرار في المواجهات القارية القادمة.
لهذا السبب، قامت اللجنة بتثبيت المنتخب الأردني في المجموعة الثانية، والعراقي في الأولى، وكذلك منتخبي فلسطين ولبنان. هذا الترتيب المسبق يخدم المصلحة العامة للكرة الآسيوية، إذ يتيح للمنتخبات الاحتكاك بمدارس مختلفة قبل خوض التصفيات القارية الرسمية.
إذاً، نرى أن القرعة جاءت عادلة من المنظور الفني والإداري، حتى وإن وضعت سوريا أمام منافسين تقليديين أقوياء. ومع ذلك، فإن هذا التحدي يرفع من مستوى البطولة ويمنحها قيمة فنية أكبر، ويؤهل منتخب سوريا الناشئين غرب آسيا لخوض تصفيات كأس آسيا 2025 بجهوزية أعلى. يمكنك الاطلاع على شروط القرعة بالتفصيل عبر موقع اتحاد غرب آسيا لكرة القدم.
المجد التاريخي: سجل سوريا في بطولة الناشئين يتصدر القائمة
لماذا تَعقد الجماهير آمالاً كبيرة على هذا المنتخب؟ الإجابة تكمن في سجل سوريا في بطولة الناشئين، والذي يعد من أنجح السجلات في تاريخ بطولة غرب آسيا. فقد توج المنتخب السوري باللقب مرتين سابقاً، عامي 2007 و 2024. كما حصل على الوصافة عام 2009 في النسخة التي أُقيمت بالأردن.
هذا يضع منتخب سوريا في صدارة قائمة أكثر المنتخبات تتويجاً إلى جانب كل من اليمن والعراق وإيران. على سبيل المثال: فاز اليمن باللقب عامي 2021 و2023، والعراق عامي 2013 و2015، وإيران عامي 2005 و2009. في المقابل، نالت منتخبات الأردن والسعودية واليابان لقباً واحداً لكل منها.
هذا التاريخ الحافل يفرض ضغطاً إيجابياً على اللاعبين الشباب. بالتالي، فإن الهدف المعلن هو استعادة اللقب ومواصلة الحضور القوي في بطولات الفئات العمرية الآسيوية. من الواضح أن مواعيد مباريات منتخب سوريا في هذه البطولة هي محطة رئيسية لإثبات الجدارة في عام 2025.
التحدي في الأردن.. وحلم اللقب الثالث
في الختام، يقف منتخب سوريا الناشئين غرب آسيا أمام تحدٍ حقيقي في بطولة غرب آسيا الثانية عشرة. لقد وضعت القرعة المنتخب السوري في مواجهة إقليمية مباشرة ومبكرة مع الأردن وفلسطين.
من ثم، فإن العيون تتجه نحو العقبة لمتابعة ما إذا كانت الاستعدادات المكثفة ستؤتي ثمارها في ظل “المجموعة النارية”. هذا الحدث ليس مجرد بطولة إقليمية؛ بل هو مقياس لمستوى العمل الذي يقوم به اتحاد كرة القدم السوري لدعم المنتخبات العمرية. إن تحقيق اللقب الثالث سيعزز من مكانة سوريا كقوة كروية إقليمية في فئة الناشئين، ويمنح الجماهير سبباً كبيراً للفخر والأمل.
هل تعتقد أن منتخب سوريا قادر على حسم المجموعة والتأهل للنهائي؟ شاركنا توقعاتك في التعليقات أدناه، واشترك لتصلك تغطيتنا الحصرية لمباريات البطولة!