بوادر انتعاش رغم التوترات
رغم اضطراب المشهد العالمي وتصاعد الصراعات الإقليمية، يسجل النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط 2025 منحنى صعوديًا غير متوقع.
فقد أكد صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير الصادر من دبي، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد انتعاشًا اقتصاديًا متسارعًا رغم التوترات الجيوسياسية، مسجلة معدلات نمو تفوق التوقعات السابقة.
توقعات النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط 2025 وفق صندوق النقد الدولي
بحسب وكالة فرانس برس، يتوقع الصندوق أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي نموًا بنسبة 3.3% خلال عام 2025، على أن يرتفع إلى 3.7% في 2026، متجاوزًا تقديرات مايو الماضي.
ويعزو التقرير هذا التحسن إلى تعافي أسواق الطاقة والسياحة والصناعة، إضافة إلى سياسات مالية أكثر استقرارًا في دول المنطقة.
وقال جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق:
“رغم الصدمات من النزاعات والتقلبات النفطية، يظل النمو أقوى مما كان عليه العام الماضي، إذ بلغت نسبة النمو 2.1% في 2024”.
الخليج يقود النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط 2025
أوضح التقرير أن دول الخليج العربي قادت موجة الانتعاش بفضل زيادة الإنتاج النفطي واستمرار الاستثمارات في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا.
في المقابل، أظهرت دول مثل مصر والأردن والمغرب مرونة اقتصادية لافتة، مع ارتفاع معدلات النمو في قطاعات السياحة والزراعة والصناعة.
ومن جهة أخرى، يشير التقرير إلى أن التنويع الاقتصادي أصبح ركيزة أساسية لاستدامة النمو، خصوصًا مع توجه دول الخليج نحو تقليل الاعتماد على النفط وتحفيز الابتكار والاستثمار الأجنبي المباشر.

التحديات التي تواجه النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط 2025
ورغم مؤشرات التفاؤل، حذر صندوق النقد الدولي من تحديات التمويل وإعادة الإعمار في دول مثل اليمن والسودان وسوريا ولبنان.
وأشار أزعور إلى أن “الاحتياجات التمويلية هائلة”، لا سيما في قطاعي البنية التحتية والخدمات الأساسية، في ظل انخفاض المساعدات الدولية.
كما شدد على ضرورة تقييم الأضرار في غزة والتعاون مع الأمم المتحدة والبنك الدولي لتحديد أولويات إعادة الإعمار.
نظرة مستقبلية: فرص اقتصادية رغم الأزمات
يؤكد التقرير أن المنطقة تشهد تحولًا اقتصاديًا جذريًا، مع تركيز متزايد على التقنيات الحديثة والاستدامة.
ويرى خبراء الاقتصاد أن هذا التحول قد يمهّد الطريق نحو نمو أكثر توازنًا، شريطة أن تستمر الإصلاحات الاقتصادية والسياسات المالية المنضبطة.
ويقول محلل اقتصادي في دبي: “الشرق الأوسط لم يعد يُقاس فقط بأسعار النفط، بل بقدرته على التحول نحو اقتصاد المعرفة والإنتاج”.
خاتمة: اقتصاد مرن رغم العواصف
في ضوء التقرير، يبدو أن النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط 2025 يمثل نقطة تحول حقيقية في تاريخ المنطقة.
ورغم التحديات الجيوسياسية، فإن الاتجاه العام نحو الاستدامة والتنويع الاقتصادي يعزز الثقة في مستقبل واعد.
📊 شارك رأيك:
هل ترى أن النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط سيستمر بنفس الوتيرة خلال السنوات القادمة؟
💬 اكتب تعليقك وشارك وجهة نظرك في الأسفل.