تفاصيل الهجوم المسلح في إدلب
شهدت محافظة إدلب مساء أمس الثلاثاء هجوماً مسلحاً غرب إدلب أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأتان، وإصابة ثلاثة آخرين، إثر استهداف حافلة نقل صغيرة (سرفيس) كانت تسير على الطريق الواصل بين بلدة كفرتخاريم ومنطقة جبل السماق ذات الغالبية الدرزية.
وذكرت مصادر ميدانية أن المسلحين المجهولين أطلقوا النار بشكل مباشر على الحافلة أثناء مرورها في المنطقة، ما أدى إلى مقتل كل من أحمد شفيق ملحم وعفيفة قودة، إضافة إلى امرأة ثالثة لم تُعرف هويتها بعد. كما أصيبت ثلاث نساء بجروح متفاوتة الخطورة نُقلن على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
تحركات الأمن الداخلي بعد الهجوم
عقب الهجوم، فرضت قوات الأمن الداخلي في إدلب طوقاً أمنياً واسعاً حول موقع الاستهداف، وأغلقت مداخل ومخارج منطقة جبل السماق، كما كثفت انتشارها على الطرق المؤدية إلى كفرتخاريم وأرمناز لملاحقة منفذي العملية الذين لاذوا بالفرار باتجاه الجبال المجاورة.
وأشار مصدر أمني إلى أن التحقيقات الأولية جارية لتحديد هوية الجناة ودوافع الهجوم، في وقت تستمر فيه العمليات الأمنية لملاحقة المطلوبين وضبط الأسلحة غير المرخصة في المنطقة.
تصاعد التوتر الأمني في ريف إدلب
يأتي الهجوم المسلح في إدلب ضمن سلسلة من الأحداث الأمنية المتكررة التي تشهدها المنطقة في الأسابيع الأخيرة، حيث ازدادت عمليات الاغتيال والاستهداف المسلح التي تطال المدنيين والعسكريين على حد سواء.
وأبدى السكان المحليون قلقهم من تدهور الوضع الأمني في ريف إدلب مجدداً، مطالبين السلطات المعنية باتخاذ إجراءات صارمة لحماية المدنيين وتأمين الطرق الحيوية بين البلدات.
ردود الفعل والمطالب المحلية
عبّر عدد من الأهالي عن استيائهم من تكرار مثل هذه الهجمات، داعين إلى تعزيز نقاط التفتيش الأمنية وتكثيف الدوريات الليلية على الطرقات التي تشهد حوادث متكررة. كما طالبوا بزيادة التنسيق بين الجهات الأمنية والمجتمعية لضمان استقرار المنطقة.
ويرى مراقبون أن استمرار حوادث الاستهداف المسلح في إدلب يعكس هشاشة الوضع الأمني وصعوبة السيطرة على بعض المناطق النائية التي تشهد انتشاراً للفصائل المسلحة والمهربين.
خاتمة: إدلب بين التصعيد الأمني والبحث عن الاستقرار
يؤكد هذا الهجوم المسلح غرب إدلب على الحاجة الملحة لإجراءات أمنية أكثر فعالية للحد من الفوضى المتنامية في ريف المحافظة. وفي الوقت الذي يواصل فيه الأهالي المطالبة بحماية أرواح المدنيين، تبقى الجهود الأمنية والتعاون المحلي العاملين الأساسيين لضمان الاستقرار في إدلب ومحيطها.