الشرع يُعلن ميلاد “سوريا الجديدة” وبدء تاريخ إقليمي جديد
أعلن الرئيس أحمد الشرع، من على هامش مشاركته في قمة المناخ (COP 30) في مدينة بيليم بالبرازيل، أن سوريا الجديدة بدأت ترسم تاريخاً جديداً للمنطقة والعالم، مؤكداً سعي دمشق لإقامة علاقات استراتيجية متينة مع كافة دول العالم، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. وفي تصريحات حصرية لقناة الشرق بتاريخ 8 نوفمبر 2025، أشار الرئيس الشرع إلى أن رفع العقوبات عن سوريا مؤخراً، بتوافق دولي “نادر” في مجلس الأمن، يمثل مصلحة مشتركة للجميع، مشدداً على أن سلامة سوريا الجديدة جزء لا يتجزأ من أمن المملكة العربية السعودية ودول المنطقة. وناقش الشرع منهجية التعامل مع واشنطن القائمة على “البدء بالفعل أولاً”، معرباً عن أمله بمناقشة مستقبل العلاقات الاستراتيجية خلال زيارته المرتقبة للبيت الأبيض الإثنين المقبل.

تصريحات الرئيس الشرع تُعد خارطة طريق واضحة لمرحلة ما بعد النظام البائد، الذي “حرم سوريا من العالم، وحرم العالم من سوريا” لـ 60 عاماً. هذه التصريحات تستهدف مطابقة نية البحث لدى المستخدمين الذين يسعون لفهم الرؤية السياسية والتحولات الجارية. يركز الخطاب على عودة سوريا لدورها الإقليمي والعالمي الطبيعي، بعد 10 أشهر فقط من ولادتها بشكلها الجديد.
تحليل الدور الإقليمي والعالمي لسوريا الجديدة
مثلث سوريا تاريخياً نقطة ثقل استراتيجية، وظل موقعها الجيوسياسي حساساً. التصريحات الأخيرة تؤكد أن سوريا الجديدة بدأت تستعيد هذا الوزن. هذا التحول يصب في مصلحة الأمن والاستقرار الإقليمي، كما يرى الرئيس الشرع، عبر الاستثمار في “الأمن الإقليمي المشترك” بدلاً من التنافر.
العلاقات السورية-الأمريكية: منهج “البدء بالفعل أولاً”
تعد العلاقة مع الولايات المتحدة نقطة محورية. أكد الرئيس الشرع أن المنهج المتبع هو “البدء بالفعل أولاً”، مشيراً إلى أن النظام البائد كان يفتقر إلى هذا الفعل. يؤكد هذا التوجه على بناء جسور الثقة بخطوات عملية، لا مجرد تصريحات.
يرى المحللون أن الموقع الحساس لسوريا يفرض عليها أن تكون جزءاً من معادلة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وأن وجود علاقات استراتيجية مع واشنطن يخدم المصالح السورية والأمريكية على حد سواء.
اللقاء المرتقب في البيت الأبيض يوم الإثنين المقبل سيحدد ملامح هذا المسار. بحسب الشرع، يحتاج مسار العلاقات إلى “تدقيق وكثير من تفاصيل النقاش”، ما يدل على تعقيد الملفات المتراكمة وحاجتها لحوار معمق وشامل.
الأمن المشترك: ركيزة علاقات دمشق والرياض
أكد الرئيس الشرع أن استقرار سوريا الجديدة هو من استقرار المملكة العربية السعودية ودول المنطقة. هذه الرؤية تربط الأمان الإقليمي ببعضه، وتؤسس لشراكة تقوم على قاعدة “الأمن المشترك”.
- الاستثمار في الأمن الإقليمي: بدأته دمشق بخطوات عملية وملموسة.
- المحبة بين الشعوب: أشار الشرع إلى أن “أعظم استثمار هو هذا الحب الذي نشأ بين شعوب المنطقة، وخاصة تفاعل السعودية مع ما حصل في سوريا”.
- سلامة متبادلة: سلامة سوريا هي من سلامة السعودية والعكس صحيح، مما يؤسس لمرحلة تعاون استراتيجي.

تعكس هذه التصريحات عمق العلاقات الجديدة والمسؤولية المتبادلة بين دمشق والرياض، مما يشكل نموذجاً للتعاون الإقليمي المستقبلي.
التوافق الدولي النادر: رفع العقوبات عن سوريا
وصف الرئيس الشرع قرار مجلس الأمن رفع العقوبات المفروضة على سوريا ووزير الداخلية أنس خطاب بأنه “في الاتجاه الصحيح”. الأهم في هذا القرار هو التوافق الدولي النادر الذي صاحبه.
أشار الشرع إلى أن “سوريا استطاعت صنع توافق كبير بين دولٍ من الصعب أن تتوافق على شيء، وهذا مؤشر إيجابي”.
هذا التوافق يمثل دلالة قوية على عودة الاعتراف الدولي بـ سوريا الجديدة ككيان فاعل وقادر على بناء جسور معقدة بين القوى الكبرى. يعتبره البعض بداية لحل الكثير من المشاكل العالقة في العالم.
الجهات الداعمة لرفع العقوبات وعودة سوريا
ساهمت مجموعة واسعة من الدول في دعم عودة سوريا لتموضعها الإقليمي والعالمي ورفع العقوبات عنها. هذا الدعم يؤكد المصلحة الدولية المشتركة في استقرار دمشق.
- الدول الإقليمية: المملكة العربية السعودية، تركيا، قطر، الإمارات العربية المتحدة، والأردن.
- الدول الأوروبية: بريطانيا (التي كانت سباقة في رفع العقوبات)، فرنسا، إيطاليا، وإسبانيا.
- القوى الكبرى: الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترمب، وروسيا، والصين.
الجهود المشتركة، كما ذكر الرئيس الشرع، تعكس إجماعاً غير مسبوق حول ضرورة دعم سوريا الجديدة. يمكن قراءة المزيد حول هذه العقوبات وتاريخها عبر زيارة موقع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة

قمة المناخ COP 30: منصة لـ “سوريا الجديدة”
رغم أن البيئة هي القضية الرئيسية لقمة المناخ (COP 30)، أوضح الرئيس الشرع أن مشاركة سوريا فيها تمثل فرصة استراتيجية لإعادة تعريف نفسها بشكل مغاير عن الماضي.
- إعادة التعريف: فرصة لـ سوريا الجديدة لتقديم نفسها بصورة عصرية ومختلفة.
- لقاءات جانبية مكثفة: القمة توفر وقتاً وجهداً في عقد لقاءات عديدة ومهمة في يوم واحد.
- تأسيس الشراكات: هذه اللقاءات تؤسس لمرحلة شراكات متعددة مع دول المنطقة والعالم.
تكتيكياً، تتيح قمم مثل COP 30 لـ الرئيس أحمد الشرع بناء علاقات شخصية ورسمية بسرعة فائقة، مستغلاً الزخم الدولي.
أسئلة شائعة (FAQ) عن مستقبل سوريا الجديدة
س1: ما هو المفهوم الذي طرحه الرئيس أحمد الشرع حول “ولادة سوريا الجديدة”؟
ج: المفهوم هو أن سوريا الجديدة تمثل بداية تاريخ جديد للمنطقة، وتعمل على استعادة دورها الإقليمي والعالمي الطبيعي بعد 60 عاماً من “حرمان النظام البائد” لسوريا من العالم والعكس. هذا التحول قائم على علاقات استراتيجية متوازنة مع كل الدول.
س2: ما هي الخطوة التي اعتمدتها دمشق لتعزيز علاقاتها مع واشنطن؟
ج: الرئيس الشرع أكد أن منهجه في التعامل مع الولايات المتحدة هو “البدء بالفعل أولاً”، بمعنى اتخاذ خطوات عملية وملموسة لبناء العلاقات، والتحضير لمناقشة التفاصيل الاستراتيجية خلال زيارته المرتقبة للبيت الأبيض.
س3: ما هو سبب التوافق الدولي النادر لرفع العقوبات عن سوريا؟
ج: بحسب الرئيس الشرع، استطاعت سوريا الجديدة صنع توافق كبير بين دول من الصعب أن تتوافق على شيء. هذا التوافق يرجع إلى المصلحة الدولية في استقرار سوريا وعودتها كعامل توازن إقليمي، حيث ترى القوى الكبرى والإقليمية أن دعمها يصب في مصلحة الأمن المشترك.
س4: ما هي الدول التي لعبت دوراً رئيسياً في دعم عودة سوريا ورفع العقوبات؟
ج: ذكر الرئيس الشرع كلاً من المملكة العربية السعودية، وتركيا، وقطر، والإمارات، والأردن إقليمياً. ودول أوروبية مثل بريطانيا (التي كانت سباقة)، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، إضافة إلى الدور الكبير للولايات المتحدة وروسيا والصين.
