في خطوة غير تقليدية، التقى رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع، يوم الجمعة 8 نوفمبر 2025، عدداً من العائلات السورية المقيمة في مدينة “بيليم” البرازيلية. هذا لقاء الرئيس الشرع مع عائلات سورية في البرازيل لم يتم ضمن البروتوكولات الرسمية المعتادة للوفود الرئاسية، بل جاء تلبيةً لدعوة شعبية وُجّهت إليه للجلوس معهم في أحد المقاهي المحلية وسط المدينة.
يأتي هذا اللقاء على هامش مشاركة الرئيس الشرع في أعمال مؤتمر قمة المناخ (COP30)، مما يمنحه دلالة أعمق تتجاوز المناخ إلى الدبلوماسية الشعبية. وقد عكست الأجواء الودية التي سادت اللقاء حجم السعادة الكبيرة التي شعر بها الحاضرون، مؤكدين اعتزازهم الثابت بوطنهم الأم رغم سنوات الاغتراب الطويلة. يمثل هذا التفاعل المباشر رسالة قوية حول أهمية الجالية السورية في استراتيجية الدولة المستقبلية.
السياق الاستراتيجي: COP30 كمنصة دبلوماسية ووطنية
نادراً ما يتم استغلال المؤتمرات الدولية الكبرى، مثل COP30، للقاءات ذات البعد الإنساني والشعبي بعيداً عن أجندة المؤتمر الرسمية. مشاركة الرئيس الشرع في قمة المناخ في بيليم البرازيل كانت منصة دولية للمناقشات البيئية والاقتصادية، لكن اللقاء بالجالية السورية حوّلها إلى منبر للتواصل الوطني المباشر.
يُعد هذا المشهد في “بيليم” تحولاً لافتاً في استراتيجية التعامل مع المغتربين. فبدلاً من الاكتفاء باللقاءات الرسمية ضمن السفارات والقنصليات، فضّل الرئيس الشرع الحوار المفتوح والودي في مقهى شعبي، مما يكسر الحواجز ويؤسس لنوع جديد من “الدبلوماسية الشعبية”.

لقاء الجالية السورية: خرق البروتوكول الدبلوماسي لمصلحة التواصل الشعبي
إن التخلي عن الترتيبات الأمنية والبروتوكولية الصارمة، وقبول دعوة للجلوس في مقهى شعبي، يحمل رمزية سياسية واجتماعية بالغة الأهمية. إنه يؤشر إلى رغبة في التواصل غير الوسيط مع مكونات الشعب، حتى تلك التي فُرض عليها البعد الجغرافي. هذا القرار يُظهر تفضيلاً للتفاعل الإنساني على حساب الالتزام الجامد بالشكليات، خاصةً على هامش حدث عالمي كبير مثل مؤتمر قمة المناخ COP30.
- أهمية الموقع: أُقيم اللقاء في قلب مدينة “بيليم” البرازيلية.
- الدافع: تلبية دعوة مباشرة من العائلات السورية.
- الرسالة: كسر الحواجز وتأكيد الاعتراف بدور المغتربين.
رسائل الانتماء: كيف استقبلت بيليم صدى دمشق؟
كانت أبرز نقاط اللقاء هي المشاعر الجياشة التي عبّر عنها السوريون. لقد أكد الحاضرون على تعزيز الانتماء الوطني وتقديرهم للوطن الأم. الاغتراب، على صعوبته، لم يفلح في قطع الروابط، بل ربما زادها قوةً.
لقد حظي لقاء الرئيس الشرع مع عائلات سورية في البرازيل بتغطية محلية ودولية. هذا التركيز الإعلامي يضاعف من أثر اللقاء، ويجعل من الجالية السورية في البرازيل سفراء غير رسميين لبلادهم. يعكس هذا حرص الدولة على إبقاء جسور التواصل قائمة ومفتوحة مع كافة أبنائها المنتشرين في العالم.

التحليل المعمق لدلالات اللقاء
إن أهمية هذا لقاء الرئيس الشرع مع عائلات سورية في البرازيل تكمن في توقيته وسياقه. بينما كان العالم يناقش التغير المناخي في COP30، كانت سوريا ترسل رسالة عن أولوياتها الداخلية: احتواء الجالية وتمتين الروابط الوطنية.
الدلالات السياسية: استثمار الاغتراب كقوة ناعمة
سياسياً، يُعد المغتربون ثروة ضخمة يمكن استثمارها كقوة ناعمة. اللقاء يهدف إلى:
- إعادة الثقة: طمأنة الجالية على أن مكانتها محفوظة، وأن الدولة تولي اهتماماً مباشراً بظروفهم.
- تكوين شبكات داعمة: تعزيز العلاقات مع الجاليات يساهم في بناء شبكات ضغط ودعم دولي غير رسمي.
- تفنيد السرديات المضادة: إظهار التلاحم والترابط بين القيادة والمواطنين، حتى أولئك البعيدين جغرافياً.
البعد الاقتصادي والاجتماعي: دور المغتربين في مرحلة ما بعد النزاع
اقتصادياً، المغتربون هم شريان رئيسي للتحويلات النقدية والاستثمار المحتمل. تشجيعهم على تعزيز الانتماء لا ينفصل عن تشجيعهم على المساهمة في إعادة الإعمار والتنمية.
يمكن تلخيص البعد الاقتصادي والاجتماعي في النقاط التالية:
- الاستثمار: تحفيز رؤوس الأموال المغتربة للعودة والاستثمار.
- الخبرات: الاستفادة من الخبرات والمهارات التي اكتسبها المغتربون في الخارج.
- الدعم الاجتماعي: تفعيل دور الجمعيات والمؤسسات التابعة للجالية في دعم الأسر داخل سوريا.
لقد جاء تأكيد العائلات على اعتزازها بـ “الوطن الأم” ليؤكد على أن الروابط تتجاوز المصالح المادية لتصل إلى الجذور والهوية.

الأسئلة الشائعة (FAQs)
س: ما هو الهدف الرئيسي من لقاء الرئيس الشرع مع عائلات سورية؟ ج: الهدف كان مزدوجاً: التأكيد على الروابط الوطنية غير القابلة للكسر بين الوطن والمغتربين، وتفعيل دور الجالية السورية في عملية تعزيز الانتماء والمساهمة المستقبلية في التنمية.
س: أين حدث اللقاء بالتحديد؟ ج: حدث اللقاء في مدينة بيليم البرازيلية، وتحديداً في أحد المقاهي الشعبية وسط المدينة، وليس في مقر انعقاد مؤتمر قمة المناخ COP30.
س: ما هي دلالة عقد اللقاء في مقهى شعبي وليس رسمياً؟ ج: الدلالة هي تفضيل القيادة لأسلوب التواصل المباشر والودي، وكسر الحواجز الرسمية، مما يعكس اهتماماً شخصياً وحقيقياً بأبناء الجالية السورية المقيمة في البرازيل.
س: هل سيتبع هذا اللقاء مبادرات أخرى لاحتضان المغتربين؟ ج: اللقاء يرسخ نموذجاً جديداً للدبلوماسية الشعبية، ومن المتوقع أن يُعتمد هذا النهج لتشجيع لقاء الرئيس الشرع مع عائلات سورية في البرازيل في دول أخرى حيث توجد جاليات سورية مؤثرة.
