في خطوة ذات أهمية قصوى على مسار الانتقال في البلاد، أعلن رئيس الشؤون السياسية في المجلس السوري الأمريكي، محمد علاء غانم، عن جلسة استماع مرتقبة في الكونغرس الأمريكي تحت عنوان “أعطوا سوريا فرصة: رفع العقوبات عن سوريا لأجل السلام والازدهار”. ومن المقرر أن تُعقد الجلسة اليوم، الجمعة 14 تشرين الثاني/نوفمبر، في العاصمة واشنطن، وتهدف إلى مناقشة الرؤية الشاملة لمرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد المخلوع والتمهيد لبناء “سوريا جديدة” موحدة ومزدهرة.
وتركز الجلسة بشكل أساسي على تحقيق سلام واسع في سوريا يحد من النفوذ الضار لكل من روسيا وإيران والصين في البلاد، مع التأكيد على ضرورة إلغاء الإجراءات التقييدية القائمة، وعلى رأسها قانون قيصر، لتمكين سوريا من التطور واعتناق مبادئ الحرية والديمقراطية. ويأتي هذا التحرك بعد لقاءات مكثفة بين شخصيات سورية مؤثرة ومسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى.

رؤية “سوريا الجديدة”: الإزدهار ومواجهة النفوذ الأجنبي
أوضح غانم عبر منشور على منصة “إكس”، أن المناقشات ستتناول كيفية ضمان أن تصبح سوريا، في ظل الإدارة الجديدة، حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة، وتقديم استراتيجيات لمواجهة أي محاولات من قبل خصوم التغيير لتقويض هذا المسار الإيجابي. ويعكس هذا التوجه رغبة أمريكية متزايدة في استثمار مرحلة ما بعد الأسد لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
ومن المقرر أن تشهد الجلسة مشاركة عدد من الشخصيات السورية البارزة التي تمثل أطيافاً متنوعة من المجتمع، بما في ذلك فريد المذهان المعروف باسم “قيصر”، ويوسف حمرا كبير حاخامات الطائفة الموسوية في سوريا، وميرنا برق رئيسة منظمة “المسيحيون السوريون”. وتسعى هذه المشاركات إلى تقديم رؤية متكاملة للجسم السوري الجديد، تؤكد على التنوع والوحدة كركائز أساسية.
ويعد هذا التجمع في قلب المؤسسة التشريعية الأمريكية دليلاً على أن ملف سوريا بدأ يأخذ منعطفاً جديداً يتجاوز مجرد المعارضة السياسية إلى مرحلة رسم خارطة طريق للإعمار والتعافي الاقتصادي. إن التركيز على رفع العقوبات عن سوريا أصبح الآن يُمثل أداة للضغط على القوى الخارجية الضارة بدلاً من استهداف الشعب السوري.
السيناتور ويلسون يدعو للإلغاء الكامل لقانون قيصر
في سياق متصل، أكد السيناتور الأمريكي جو ويلسون في وقت سابق أهمية منح سوريا فرصة حقيقية للانتقال نحو السلام والاستقرار. وخلال الأسبوع الماضي، دعا ويلسون بشكل صريح إلى الإلغاء الكامل لـقانون قيصر، الذي فرضته الولايات المتحدة على الحكومة السورية السابقة.
جاءت تصريحات ويلسون، التي نُشرت أيضاً على منصة “إكس” الإثنين 10 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد لقاء جمعه مع الرئيس أحمد الشرع في العاصمة الأمريكية واشنطن. وأعرب السيناتور عن امتنانه لهذا اللقاء، مشيراً إلى أن “سوريا الحرة والمزدهرة تمثل أكبر فرصة في الشرق الأوسط منذ نهاية الحرب الباردة”. ويُشير هذا التصريح إلى أن الموقف الأمريكي يتجه نحو دعم التغيير كونه فرصة استراتيجية وليس مجرد ملف أمني.
تأتي هذه الجلسة في أعقاب تغييرات جذرية شهدتها سوريا، حيث كان قانون قيصر لحماية المدنيين لعام 2019 يهدف إلى محاسبة نظام الأسد مالياً وعسكرياً. ومع سقوط النظام، بدأ العديد من الأصوات داخل الولايات المتحدة وخارجها، بما في ذلك المجلس السوري الأمريكي، بالدعوة إلى مراجعة شاملة للعقوبات، بحجة أنها تعيق الآن جهود الإغاثة والتعافي الاقتصادي، وبالتالي تضر بالفرصة التاريخية لإعادة بناء الدولة. تأثير قانون قيصر على الاقتصاد السوري قبل التغيير
