أطلقت مؤسسة مياه حماة بالتعاون مع منظمة “اليونيسف” مشروعاً حيوياً لتأهيل سبع آبار مياه في منطقة الشومرية، يوم الأربعاء 17 كانون الأول، بهدف تأمين مياه الشرب لأكثر من 40 ألف مواطن. المشروع، الذي يغطي 22 تجمعاً سكنياً في ريفي حماة وحمص، يأتي لإصلاح الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية المائية نتيجة أعمال التخريب والسرقة خلال السنوات الماضية. وتعد هذه الخطوة جزءاً من جهود التعافي الخدمي لدعم استقرار السكان وتوفير احتياجاتهم الأساسية في المناطق المتضررة.
تفاصيل مشروع تأهيل الآبار في حماة
جرى الإطلاق الرسمي للمشروع بحضور المدير العام لمؤسسة مياه حماة، المهندس عبد الستار العلي، ومدير مكتب اليونيسف في المنطقة الوسطى، المهندس مضر السباعي. وبحسب وثائق رسمية اطلعت عليها “سوريا نت” صادرة عن وزارة الطاقة، فإن العمل لا يقتصر على حفر آبار جديدة، بل يركز على إعادة إحياء المنظومة المائية المتضررة بالكامل.
يتضمن المشروع عدة مراحل فنية وتقنية:
- تزويد الآبار السبعة بالمعدات الميكانيكية والكهربائية الحديثة.
- إعادة تأهيل الخزان التجميعي الرئيسي لضمان تدفق المياه.
- تجهيز غرف الضخ وأنظمة التحكم المتطورة.
- إصلاح خطوط الشبكة التي تعرضت للنهب والتخريب سابقاً.
قال المهندس عبد الستار العلي، المدير العام لمؤسسة مياه حماة، خلال حفل الإطلاق:
“هذا المشروع ليس مجرد صيانة، بل هو إعادة بناء لثقة المواطن بالخدمات الأساسية. نحن نعمل على تأمين مياه نظيفة ومستدامة لقرى عانت طويلاً من العطش والاعتماد على الصهاريج المكلفة”.
أهمية المشروع: 40 ألف نسمة في دائرة الاستفادة
تكمن الأهمية الكبرى لهذا التحرك في كونه يخدم مناطق جغرافية واسعة تمتد بين ريف حماة الشرقي وحمص الشمالي. هذه المناطق تضم 22 تجمعاً سكنياً كانت تعتمد في الفترة الماضية على حلول إسعافية غير مستقرة.
لاحظ مراسلنا في ريف حماة أن إطلاق مشروع تأهيل الآبار في حماة أحدث صدى إيجابياً واسعاً بين الأهالي. فالحصول على مياه الشرب كان يمثل عبئاً مادياً كبيراً على العائلات، حيث يصل سعر صهريج المياه في بعض القرى إلى أرقام تفوق قدرة أصحاب الدخل المحدود.
تحدثت أم محمد، وهي ربة منزل من منطقة الشومرية، لـ”سوريا نت” قائلة:
“كنا ننتظر صهريج المياه متل العيد، وما بنعرف إذا المي نضيفة ولا لأ. اليوم لما شفنا المهندسين وعمال اليونيسف عم يبلشوا شغل بالآبار، رجع لنا الأمل إنو الحنفيات رح ترجع تعبي الخزانات ببيوتنا. هي المي هي روح الأرض وروحنا”.
سياق التعاون الدولي والتعافي المحلي
يأتي هذا التطور بعد فترة طويلة من تدهور الخدمات في الأرياف البعيدة. التعاون بين المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية مثل “اليونيسف” يمثل حجر الزاوية في مشاريع التعافي المبكر. فالبنية التحتية المائية في سوريا تعرضت لدمار كبير، ليس فقط بسبب القصف، بل وبسبب سرقة الكابلات والمحولات الكهربائية التي تشغل هذه الآبار.
بحسب مصدر مطلع في مكتب اليونيسف بالمنطقة الوسطى، فإن المنظمة تولي أهمية خاصة لمشاريع المياه لأنها ترتبط مباشرة بصحة الأطفال والحد من انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة. المشروع في الشومرية يعد نموذجاً لما يمكن تحقيقه عند توجيه الدعم نحو الاحتياجات الأكثر إلحاحاً.
انعكاسات إيجابية متوقعة
- خفض التكاليف: تقليل اعتماد الأهالي على الصهاريج الخاصة.
- الاستقرار السكاني: تشجيع النازحين على العودة إلى قراهم بعد توفر الخدمات.
- الصحة العامة: ضمان جودة مياه الشرب وفق المعايير الصحية العالمية.
المياه كمفتاح للاستقرار في حماة
إن نجاح مشروع تأهيل الآبار في حماة يضع المنطقة على طريق التعافي الحقيقي. تأمين المياه لـ 22 تجمعاً سكنياً هو انتصار للعمل الخدمي على مخلفات الحرب والتخريب. ومن المتوقع أن تنتهي أعمال التأهيل خلال الأشهر القليلة القادمة، لتبدأ المياه بالتدفق مجدداً في شبكات الشومرية وريف حماة الشرقي.
التطورات القادمة ستشهد مراقبة لعمليات التشغيل التجريبي، وسط آمال بأن يتم تعميم هذه التجربة على مناطق أخرى لا تزال تعاني من العطش في البادية والأرياف المنسية.
الأسئلة الشائعة حول مشروع تأهيل الآبار في حماة
كم عدد الأشخاص المستفيدين من مشروع مياه حماة؟
يستهدف المشروع تأمين مياه الشرب لأكثر من 40 ألف مواطن يقطنون في 22 تجمعاً سكنياً بريفي حماة وحمص.
ما هي الجهات المنفذة لمشروع تأهيل الآبار؟
تنفذ المشروع مؤسسة مياه حماة بالتعاون والتنسيق مع منظمة “اليونيسف” العالمية.
لماذا تم اختيار منطقة الشومرية لهذا المشروع؟
تعتبر الشومرية منطقة حيوية تعرضت آبارها ومنشآتها المائية للتخريب والسرقة، وهي تخدم قطاعاً واسعاً من القرى التي تعاني من نقص حاد في مياه الشرب.
